في إطار فعاليات شهر التراث الثقافي أشرفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي صبيحة اليوم 16 ماي 2023 بقصر الثقافة مفدي زكرياء على اختتام أشغال الدورة التكوينية الخامسة لفائدة مختلف الأسلاك الأمنية في مجال حماية التراث تحت شعار "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".

فعاليات اختتام الدورة التكوينية جرت بحضور مستشار السيد رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري السيد أحمد راشدي، إلى جانب ممثلين عن وزارة الدفاع الوطني، و وزارة العدل، وكذا الممثلين عن مختلف الأسلاك الأمنية المشاركة في الدورة، والذين ثمنوا بدورهم مبادرة وزارة الثقافة والفنون في مجال حماية التراث الوطني، كما رفعوا أسمى الشكر والتقدير إلى السيدة وزيرة الثقافة التي أولت هذه الدورة عناية فائقة من خلال الإشراف المباشر على مجرياتها وأشغالها.

وتم بالمناسبة تنصيب اللّجنة الوطنية المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية اليونيسكو لعام 1970 المتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها لحظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة، كما تم توزيع الشهادات على الضباط المشاركين من مختلف الأسلاك الأمنية في الدورة التكوينية.

وزيرة الثقافة والفنون السيدة صورية مولوجي اعتبرت في كلمتها أن التراث الثقافي " يشكل إحدى أهم العلامات الحضارية لبلادنا أولا، ولأنه العنوان الأكبر لهوية وأصالة الشعب الجزائري على امتداد قرون خلت" مؤكدة " هذه المسؤولية الوطنية الكبرى ليست منوطة بقطاع دون آخر، وإنما تلتقي من أجلها قطاعات كثيرة، وتتضافر في سبيلها كافة الجهود و الإرادات التي تضطلع بهذا الدور الثقافي والحضاري و الأمني على حد سواء".

واعتبرت السيدة وزيرة الثقافة والفنون تنظيم الدورة و تكثيف التأطير البيداغوجي من أولويات القطاع وفق الإستراتيجية الرامية إلى تدعيم معارف وخبرات الشركاء الأمنيين في مجال حماية التراث الثقافي "، ولذلك جرى العمل على إثراء برنامج التكوين من خلال عرض تجارب المؤسسات المتحفية كالمتحف الوطني بسطيف والمتحف الوطني العمومي البحري إلى جانب التجارب الميدانية لمؤسستي الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية وديوان حظيرة الأطلس الصحراوي كمؤسستين عاملين في ميدان حماية التراث الثقافي والمواقع الأثرية مع حضور للمركز الوطني للبحث في علم الآثار، وكذا معهد الآثار بجامعة الجزائر 2، الذي عرض تقنيات التعرف وكشف التقليد في المجموعات النقدية الأثرية، ناهيك عن الزيارات الميدانية للمواقع الأثرية مع تقديم الشروحات الوافية من طرف المختصين والخبراء". على صعيد آخر أوضحت السيدة وزيرة الثقافة والفنون " أن الجهد الدؤوب والمشترك لكافة هذه القطاعات والهيئات إنما يصبو من أجل الغاية الكبرى التي نجتمع من أجل تحقيقها، ألا وهي صون تراثنا الوطني من كل أشكال الاعتداء أو المساس به وتثمينه وتحسيس المجتمع المدني والمواطن الجزائري خاصة بأهميته وضرورة العناية به على أكمل وجه، و التأكيد على أنه من رموز الهوية و السيادة الوطنية بما يترجم حرص الدولة الجزائرية على حماية التراث الثقافي، في ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون".

وأشارت السيدة وزيرة الثقافة والفنون إلى أن ظاهرة المتاجرة بالممتلكات الثقافية تعتبر ثالث نشاط إجرامي بعد التجارة بالأسلحة والمخدرات، وهو الأمر الذي يدفع أمام خطورة هذه التجاوزات والجرائم إلى مضاعفة الجهود من أجل العمل على تنفيذ اتفاقيات مشتركة وإنشاء لجان وطنية وإقليمية تعمل كمجموعة واحدة للدفاع على تراث الأمة الجزائرية العريق، والمضي قدما في معالجة كافة القضايا الإشكالية المتصلة بتراثنا الممتد في التاريخ والجغرافيا، مؤكدة أن من مهام اللّجنة الوطنية المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية اليونيسكو لعام 1970 مراقبة تنفيذ اتفاقية اليونيسكو 1970 وإرشاد السلطات الوطنية والإقليمية في مجال نقل وتصدير ملكية الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة؛ وكذا وضع الشركاء الدولييّن ضمن شبكة للتنسيق من أجل تشاور أفضل قصد إيجاد السبل لتطلعاتنا المشروعة في مجال حماية التراث الثقافي.

جدير بالذكر أن هذه الدورة التكوينية لفائدة مختلف الأسلاك الأمنية نظمت تحت شعار "حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية"، في الفترة الممتدة من 7 إلى 16 ماي 2023، وقد عرفت مشاركة ثمانون إطارا أمنيا من مختلف الأسلاك الأمنية الناشطة في ميدان حماية التراث الثقافي بمعدل 20 إطارا عن كل سلك أمني على غرار حرس السواحل التابعة للقوات البحرية الجزائرية، إطارات الدرك الوطني، ضباط الأمن الوطني، إلى جانب إطارات الجمارك الجزائرية.

   
modal