في مُستهل زيارتها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، حَظيت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صُورية مُولوجي" والوفد المرافق لها باستقبال رسمي وجماهيري بولاية "بوجدور"، حيث كان في استقبالها السيدة وزيرة الداخلية، عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو السيدة "مريم السالك" حمادة ووالي ولاية بوجدور السيدة "الديه محمد شداد".

ولدى تناولها للكلمة بالمناسبة، أكّدت السيدة وزيرة الثقافة والفنون أن هذه الزيارة تُؤكد أن جدائل الأخوة بين الشعبين الجزائري والصحراوي وثيقة للعرى منذ فجر التاريخ، وأن دستور الوفاء الوجداني بينهما شامخ بعزم القيادة السياسية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد "عَبد المَجيد تَبون" الذي مافتيء يعبر عن وقوف وانتصار الجزائر للقضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصحراوية، وأن الجزائر ستظل كما كانت دوماً محراباً للحرّية وقبلة الأحرار.

ودائماً في إطار زيارتها لمخيمات اللاجئين الصحراويين، قامت السيدة وزيرة الثقافة والفنون رفقة السيد وزير الثقافة بالجمهورية العربية الصحراوية بزيارة بعض المرافق والمنشآت الثقافية، على غرار المدرسة الوطنية للموسيقى الصحراوية، مدرسة السينما الصحراوية، مدرسة الفنون التشكيلية، حيث اطلعت السيدة الوزيرة على وضعية هذه المؤسسات وظروف التكوين فيها.

انتقلت بعدها السيدة الوزيرة رفقة الوفد المرافق لها والسلطات الصحراوية إلى المتحف الوطني الصحراوي للمقاومة، الشّاهد على نضال ومقاومة الشعب الصحراوي عبر العديد من الحقب التاريخية.

عقدت بعد ذلك السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صُورية مُولوجي" بمقر الرئاسة، لقاءً ثنائياً مع الوزير الأول الصحراوي السيد "بشرايا حمودي بيون"، بحضور أعضاء من الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو وأعضاء من الحكومة.

وتمّ خلال اللقاء التطرق إلى آخر مستجدات القضية الصحراوية على جميع الأصعدة والجبهات، خاصة الجانب الثقافي الذي يعد جبهة من جبهات المرافعة عن القضية الصحراوية، أين جدّدت الدكتورة صُورية مولوجي" بالمناسبة، موقف الجزائر الداعم للقضية الصحراوية العادلة وأكدت على مرافقة الشعب الصحراوي حتى يتمكن من تقرير مصيره، وأضافت السيدة الوزيرة أن دعم الجزائر ليس بالجديد بل نابع من مواقف ثورة الأول من نوفمبر المجيدة المساندة لحركات التحرر عبر العالم وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

من جهته، أثنى الوزير الأول الصحراوي على الموقف الثابت للجزائر شعباً وحكومةً اتجاه القضية ط الصحراوية العادلة، وعبّر مسؤول الحكومة الصحراوية عن إمتنانه وفخره بهذا الموقف الجزائري الذي يتعزز ويتجدد يوما بعد يوم طيلة أكثر من أربعة عقود من الزمن، مُنوّهاً بالإنجازات التي تحققها الجزائر منذ تولي السيد "عبد المجيد تبون" رئاسة الجمهورية بشهادة الملاحظين الدوليين، مؤكداً بأن الجزائر لم تظل واقفة ومستقرة فحسب، بل أصبحت تلعب دورأ هاما على الصعيد العربي والافريقي وحتى الدولي.

اختتمت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صُورية مُولوجي" الزيارة التي قادتها إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين من خلال الامضاء على اتفاقية تعاون ستجمع وزارة الثقافة والفنون الجزائرية مع نظيرتها الصحراوية، لتعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، علاوةً على تكفل الجزائر بتأسيس المسرح الوطني للجمهورية العربية الصحراوية.

وفي تصريح لها بالمناسبة، أكدت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة "صُورية مُولوجي"، أن مبادرة تأسيس المسرح الوطني للجمهورية العربية الصحراوية هي انبعاث لتقليد ثقافي راسخ، وخطوة حضارية إلى مستقبل السيادة الوطنية الكاملة للشعب الصحراوي على أرضه الطاهرة، إذ سيسهم هذا الصرح الفني وفق ما أنيط به من مهام، كتقديم الأعمال المسرحية وإنتاجها، والمساهمة في إثراء وتطوير التراث الثقافي الوطني ما يُمكّن أهل المسرح في الجمهورية العربية الصحراوية من تقديم تجربتهم المسرحية، وإضافتهم الجمالية في المشهد المسرحي العربي والدولي، كما سيسهم على صعيد آخر في تنوير الرأي العام بنضالهم وأمجادهم كما كانت الفرقة الفنية لجبهة التحرير في الجزائر رائدة في الكفاح الثقافي من أجل الحرية والكرامة والإنسانية.

وأضافت السيدة الوزيرة بمناسبة التوقيع على الاتفاقية التي جرت مراسمها بحضور المدير العام للمسرح الوطني الجزائري " محي الدين بشطارزي"، أن مصالحها ستعمل وفق برنامج مضبوط بعناية رفقة الخبراء، وبسعي دؤوب ليكون تأسيس المسرح الوطني الصحراوي قائماً على أسس احترافية على كافة المستويات، وفي مقدمتها كل ما يتعلق بالجوانب الفنية ومهن فنون العرض.

 

modal