أشرفت السيدة وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي صبيحة اليوم 5 جوان 2023 على افتتاح الملتقى الدولي الموسوم بـ"المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية، نضال من أجل التحرر"، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، برعاية كريمة من السيد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن، وذلك بحضور السيد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالذاكرة الوطنية والأرشيف الوطني، والسيد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الاقتصادية، والسيد وزير المجاهدين وذوي الحقوق،والسيد وزير التكوين والتعليم المهنيين،والسيد وزير الاتصال، إلى جانب أعضاء من البرلمان بغرفتيه، وكذا إطارات الدولة، إلى جانب أسماء لامعة في المشهد الثقافي والأدبي الجزائري. وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي أكدت في كلمتها الافتتاحية أن هذا الملتقى الدولي ينظم في إطار البرامج الثقافية الخاصة بالاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لعيد الاستقلال،وأشارت إلى أن أبعاد الملتقى تسعى إلى "إبراز عدالة الثورة الجزائرية وبعدها الإنساني، إلى جانب كشف الحجاب عن إسهامات الفعل الثقافي والفني في خدمة القضية الوطنية، مع تسليط الضوء على الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية الوطنية والعالمية التي ساندت الثورة المظفرة من علماء وكتاب وفنانين وسياسيين على اختلاف توجهاتهم الفكرية ومدارسهم السياسية" واعتبرت الجهود العلمية المقدمة خلال الملتقى ستساهم في إحياء الوعي بضرورة الوفاء لأولئك الذين آمنوا بقضايا الشعوب المستعمرة والمضطهدة وناضلوا من أجل كرامة الإنسان بعيدا عن العصبية العرقية أو الدينية، و" هو ما يدعونا اليوم إلى تقدير هذا الكفاح وهو كفاح مقدس من أجل التأسيس لفعل ثقافي مقاوم ومتواصل قادر على حمل التحديات العالمية المستجدة"، تقول السيدة الوزيرة.وذكرت السيدة وزيرة الثقافة والفنون أن الثورة الجزائرية كانت وستظل أهم الثورات في القرن الماضي " كونها أنهت وجودا استعماريا استيطانيا دام أكثر من قرن، ولأنها عبرت عن إرادة استثنائية لتحرر شعب أعزل واجه أعتى القوى العسكرية في حوض المتوسط، وكانت على صعيد آخر دافعا حقيقيا للكثير من الشعوب المستعمرة كي تطلق كفاحها ضد المستعمر". وأضافت" إن الثورة الجزائرية وبما أحدثته من زلازل في الوعي الجمعي عالميا كان لها الصدى الكبير، واستطاعت أن تكسب التأييد والدعم لقضيتها، واستمالة الرأي العام الدولي لنصرتها، والاعتراف بمشروعيتها، وحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، برز في هذا السياق المثقف الذي كرس نفسه وإبداعاته لنصرة القضية، ودعما للجندي الذي يحمل السلاح، والسياسي المفاوض. لتكتمل بذلك صورة ثورة الجزائري على الاستعمار والظلم والاستعباد والتجهيل، فتوجت بنصر تاريخي مازال صداه خفاقا إلى اليوم". وأشارت على صعيد آخر إلى أن الدور الثقافي الجبار في مواجهة آلة الاستعمار المتفوقة في كل المجالات لم تكن حكرا على الجزائريين فحسب، "ولأنها قضية عادلة، و لأن الشعب الجزائري أراد الحياة هب لنصرته خيرة المثقفين والفنانين من أبناء الأمة العربية، و تعدى الأمر ليصل إلى كثير من الشعوب البعيدة التي مدت يدها لنصرة شعب يناضل من أجل الحرية" لتؤكد بأن هذا الملتقى الدولي "سيكون حافلا بالمقاربات الجديدة في بحث الموضوع من جوانبه المتعددة، ما يؤكد التفاف الأحرار في العالم حول القضايا الإنسانية العادلة، ولا شك أن بحوثكم بكل روحها السامية ستعبر بتلقائية عن مولد متجدد لجدائل الأخوة بين الشعوب العربية، وحالة جمالية بين الدول الشقيقة والصديقة لتعلن أن المقاومة فعل خلاق يتجدد، وأن الثقافة والفنون هي الحصن المنيع ضد كل أشكال الظلم، وأن حرية الإنسان ستظل مقدسة، وفوق كل اعتبار". جدير بالذكر أن الملتقى الدولي " المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية " الذي يختتم غدا بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال والذي عرف مشاركة العديد من الدول الشقيقة والصديقة على غرار مصر وتونس والأردن وفلسطين وقطر ونيجيريا وصربيا وإيطاليا ، شهد في حفل الاختتام وقفة تكريمية لفقيد الكلمة ورائد القصة القصيرة الشهيد الأديب أحمد رضا حوحو، وتسلم التكريم حفيده في التفاتة كريمة إلى واحد من أبرز العلامات الثقافية والأدبية التي قاومت الفكر الاستعماري تاركا أعمالا أدبية تشهد على الوطنية النبيلة و التفوق الأدبي. كما تم تكريم المجاهد المرحوم رابح أرزقي "أبو جمال" الذي انضم في خمسينات القرن الماضي إلى فرقة محي الدين بشطارزي والإذاعة قبل الانضمام إلى صفوف جبهة التحرير الوطني إبان حرب التحرير حيث تعرض مرارا إلى التوقيف والتعذيب من قبل قوات الاستعمار الفرنسي بين سنتي 1960 و 1962، إلى جانب تكريم المجاهد المرحوم محمد مختاري الذي عايش مراحل التحرير وشارك في معارك عديدة، وقدم أدوارا كبيرة في السينما الجزائرية بعد الاستقلال، و خاصة في الأفلام التي تحاكي ثورة التحريرية المجيدة، في رصيده أكثر من 40 فيلما أغلبها أفلام تاريخية منها فيلم "دورية نحو الشرق" و فيلم "أولاد نوفمبر". وتم بالمناسبة أيضا تكريم الفنان القدير المجاهد المرحوم أحمد وهبي ، وهو أحد مؤسسي الأغنية الوهرانية الحديثة، نشأ إبان أربعينيات القرن العشرين متأثرا بالموسيقى العربية، أعطى أحمد وهبي للأغنية الوهرانية طابعا عصريا، وكان أبرز المطربين في الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وله العديد من الأناشيد والأغاني الوطنية.

 

modal