د. مليكة بن دودة

 

فكروا....

كورونا واقع وليس مؤامرة، إنه حقيقة مجتمع العولمة وليس "لعنة"، علينا أن نتعامل معه بكل واقعية ونواجه بعقل هادئ ومن دون فزع، علينا أن ننتصر عليه بأقل الخسائر الممكنة، هذا هو الرهان: الرهان في أن يكون الإنسان ابن عصره ويقبل عالمه كما هو بل ويُحبه كما هو، بمشاكله وأوبئته وصراعاته.

يتعاطى الإنسان مع الفيروس كما يتعاطى مع "الآخر"، فالمجتمعات المابعد صناعية التي طغت عليها العزلة والفردانية تهجر الآخر كلما اعتبرته جحيما، بل تتعايش مع الوضع بكل موضوعية وببساطة تدهشنا أحيانا: اللقاء، الجلوس معاً، المُصافحة، العناق، التقبيل، تُصبح شيئا سيئا وسلبيا كلما اقترن بالأذى، أذى الذات، فعندما تكون الأنا مهددة في وجودها يُصبح الآخر بالضرورة جحيماً. أما في الجزائر تُعتبر عقلنة هذا الوضع من أصعب الرهانات لأن الآخر يمثل جزءا من وُجودنا، من شخصيتنا، هناك قوة عميقة تربط أنا الجزائري بالآخر: ماذا يُصبح وكيف يُصبح الجزائري من دون اقتراب؟ كورونا فرصة لنكتشف إلى أي حد نحن "الآخر"، وماذا نصبح من دونه؟

 

 

modal